Skip to content Skip to sidebar Skip to footer

ما هو مشروع سوفا 53

سوفا 53” أو “العاصفة الكبرى” هو مشروع هندسي عسكري إسرائيلي يُنفّذ داخل الأراضي السورية في ريف القنيطرة، ضمن منطقة فضّ الاشتباك المعروفة بخط UNDOF. بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ منتصف عام 2022 بتنفيذ المشروع على أطراف بلدة حضر، ممتداً باتجاه قرى جباثا الخشب، الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي، القحطانية، رويحينة، بئر عجم، بريقة في الريف الأوسط، والعشة جنوب المحافظة، وصولاً إلى المثلث الحدودي جنوباً.

ويقوم المشروع على شق طريق بعرض ثمانية أمتار، محصَّن بسواتر ترابية يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار، ومزوَّد بنقاط مراقبة وخنادق على طول مساره الممتد في المنطقة العازلة بمحاذاة الجولان المحتل. ويُقدَّم هذا الطريق بوصفه خط الدفاع والهجوم الأول ضد أي تهديد محتمل من إيران وأذرعها في المنطقة، وفق ما أوردته مصادر إعلامية إسرائيلية. ويُعدّ ذلك خرقاً واضحاً لاتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974.

استأنفت القوات الإسرائيلية العمل في المشروع بوتيرة متسارعة أواخر عام 2024، عقب سقوط النظام السابق، مستغلة حالة الفراغ الأمني. وقد برّرت ذلك بذريعة “الاعتبارات الأمنية” وعدم ثقتها بالحكومة السورية الانتقالية، وفق ما صرّحت به شخصيات بارزة في الحكومة الإسرائيلية، منهم نتنياهو عقب سقوط نظام الأسد. في المقابل، يرى باحثون من بينهم جعفر خضور مثلاً أن ما تريده إسرائيل هو تثبيت واقع جديد أحادي الجانب في سوريا.

ويشير فريق سجل إلى أن التوغّل الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة تراوح بين 300 و1000 متر، ما أدى إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وذكرت مصادر مطلعة لموقع سِجِل أن قرابة 7000 دونم من أراضي قرية جباثا الخشب جرى اقتطاعها لصالح المشروع. كما أفاد حسن سعد الدين أحمد، أحد أبناء البلدة في حديثه لفريق سجل، بأن قوات الاحتلال صادرت 16 دونماًمن أرضه المزروعة بالأشجار المثمرة، فيما تعرضت عائلة مقربة منه لاقتطاع ما يقارب 2000 دونم من أراضيها.

‏وفي تصريح آخر لموقع سجل، أكد رئيس بلدية الحميدية أحمد سليمان أن خسائر قريتي الحميدية والحرية، إضافةً إلى الرسوم التابعة لهما (أبو شبطة/الفجير)، بلغت نحو 6000 دونم. كما أدى المشروع إلى تدمير شبه كامل للغطاء النباتي، بما في ذلك المراعي والأشجار البرية التي كانت تشكّل مصدر دخل أساسي للسكان المحليين. ومن بين المتضررين خالد حسين الناصيف الذي فقد جزءاً كبيراً من أرضه الرعوية الواقعة غرب قرية بئر عجم، ومُنع من الوصول إليها، وفق ما ذكره مختار قرية رويحينة محمد الأحمد.

من جهة أخرى، ذكر مدير مركز الإعلام الحكومي في القنيطرة، محمد سعيد، في تصريح لوكالة الأناضول، أن ما يقارب 6000 هكتار خُسرت لصالح مشروع “سوفا 53” والقواعد العسكرية التي استُحدثت بعد سقوط نظام الأسد، معتبراً أن ذلك يشكّل تصعيداً اقتصادياً خطيراً نظراً لاعتماد الأهالي على الزراعة والرعي كمصدر دخل أساسي.
كما تشهد المنطقة بين الحين والآخر، بحسب ما يرصده فريق سجل، انفجارات متقطّعة ناجمة عن وجود ألغام فردية داخل المنطقة العازلة، تنفجر بفعل التحركات غير المنظمة خلال أعمال التجريف التي تقوم بها آليات الاحتلال. وحتى الآن، لا يزال

جميع الحقوق محفوظة.