ينقسم هذا الموجز الدوري إلى قسمين اثنين. يمرّ القسم الأول سريعاً على أبرز المقالات التي نُشرت في الصحف الإسرائيلية عن سوريا، ويُخصّص القسم الثاني لتقريرٍ واحد، فيتمّ نشر نسخةٍ مترجمةٍ منه وتذييله بتعليقاتٍ سريعة.
في هذا الشهر، سبتمبر 2025، يستعرض موجز الصحافة العبرية تقريراً نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 14 سبتمبر 2025 عن عملية الأخضر الأبيض التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في سوريا.
أولاً: أهمّ ما نُشر في الصحافة العبرية عن سوريا في سبتمبر 2025
27 سبتمبر 2025 – يديعوت أحرونوت (Ynet):
العنوان: العقبة أمام الاتفاق مع سوريا والتفاؤل الإسرائيلي: سلام مع لبنان ممكن أيضاً.
ملخص: المفاوضات الأمنية تعثرت بسبب مطلب إسرائيلي بفتح ممر إنساني إلى السويداء، وهو ما اعتبرته دمشق مساساً بسيادتها.
27 سبتمبر 2025 – إسرائيل هيوم (Israel Hayom):
العنوان: مكاسب إسرائيل من الاتفاق مع سوريا تستحق المجازفة.
ملخص: مقال رأي يرى أن سقوط نظام الأسد جعل سوريا شريكاً محتملاً، وأن التفاهم معها يعزز أمن إسرائيل في مواجهة إيران وحزب الله.
سبتمبر 2025 – والا نيوز (Walla):
العنوان: المحادثات مع سوريا في طريق مسدود: إسرائيل تطالب بممر إلى السويداء.
ملخص: المطلب الإسرائيلي بفتح ممر لدروز السويداء أوقف المفاوضات، إذ اعتبرته دمشق تجاوزاً للسيادة بينما تصر إسرائيل على “حماية الدروز”.
28 أيلول/سبتمبر 2025 – يديعوت أحرونوت (Ynet):
العنوان: نتنياهو: هناك اتصالات مع دمشق حول جنوب غرب سوريا – كاتس: لن نغادر الجولان.
ملخص: نتنياهو أكد وجود مساعٍ لاتفاق أمني مع سوريا يشمل نزع سلاح جزء من الجنوب الغربي، فيما شدد وزير الأمن الداخلي على بقاء القوات الإسرائيلية في الجولان.
28 أيلول/سبتمبر 2025 – i24NEWS:
العنوان: المبعوث الأميركي: إسرائيل وسوريا تقتربان من اتفاق لخفض التصعيد.
ملخص: المبعوث الأميركي أكد إحراز تقدم نحو اتفاق يشمل وقف الغارات مقابل التزام دمشق بعدم نشر معدات ثقيلة قرب الحدود.
ثانياً: تقرير أقرب إلى دمشق

اسم التقرير: أقرب إلى دمشق، تفاصيل جديدة تُكشف عن عن عملية قوات الدفاع الإسرائيلية في سوريا
تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2025
الصحيفة: يديعوت أحرونوت

أقرب إلى دمشق: العملية الخاصة للجيش الإسرائيلي
كُشف مؤخراً عن عملية عسكرية واسعة نفّذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بعمق 38 كيلومتراً، حيث دخل مئات جنود الاحتياط من الفرقة 210 في جنح الليل إلى قاعدتين عسكريتين ضخمتين كان جيش الأسد قد تركهما مليئتين بالأسلحة والذخائر. خلال المهمة، عقد الإسرائيليون تحالفاً استراتيجياً مع بعض الدروز المحليين، واطلعوا على خلافات داخلية تهدد بقطع المياه عن معقل أحمد الشرع (الجولاني)، كما صُدموا من مدى السيطرة الاستراتيجية التي يمنحها هذا المرتفع على طريق دمشق–بيروت، وعلى معاقل حزب الله. بالنسبة لقدامى ضباط القيادة الشمالية في إسرائيل، ذكّرتهم هذه العملية بآخر مرة توغلت فيها قوات إسرائيلية بهذا العمق داخل سوريا قبل 52 عاماً.
مشهد استراتيجي مدهش
أحد الضباط الإسرائيليين وقف في موقع عسكري على جبل الشيخ (الهرمون) كان حتى وقت قريب تحت سيطرة الجيش السوري، ليكتشف أن بإمكانه – دون أجهزة متطورة – رؤية مقر قيادة الفرقة السورية في “نفيح” (معسكر إسحق) الذي كان نقطة مواجهة رئيسية في حرب أكتوبر. هذا الموقع يتيح أيضاً رؤية مقر قيادة أهم فرقة إسرائيلية في الجولان. من هنا برزت أهمية الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على جبل الشيخ السوري الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2800 متر، والذي سقط بأيدي الجيش الإسرائيلي قبل عشرة أشهر فقط، بعيد سقوط نظام الأسد.
السيطرة على الحدود
منذ ذلك الحين، سيطر الجيش على شريط بعمق 5–10 كيلومترات داخل سوريا على امتداد الجولان، وصولاً إلى منطقة حمة جدار، وأقام فيه ثمانية مواقع عسكرية. هذه السيطرة لا تمنح إسرائيل تفوقاً في المراقبة فقط، بل تمكنها أيضاً من قطع طرق تهريب السلاح إلى حزب الله جنوب لبنان، وحماية الدروز القاطنين قرب دمشق من الميليشيات المتطرفة.
عملية “أخضر–أبيض”
قبل أسابيع قليلة، نفذ الجيش عملية سرية عُرفت باسم “أخضر–أبيض”، على بعد 40 كيلومتراً شمال جبل الشيخ. الهدف كان تنظيف المنطقة من آلاف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي تركها الجيش السوري، والتي تسرب بعضها بالفعل إلى أيدي جماعات مسلحة ارتكبت مجازر ضد الدروز.
لقاء مع الدروز
خلال التوغل الأول، فوجئت القوات الإسرائيلية بلقاء الدروز المحليين في قرية “الرخلة”، الذين استقبلوهم بترحاب وطلبوا مساعدتهم في مواجهة الميليشيات الإسلامية. بالمقابل، دلّ هؤلاء الدروز الجنود على مستودعات سلاح تركها جيش الأسد، شملت قاذفات صواريخ قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدروع. بعض الدروز احتفظوا بجزء من هذه الأسلحة للدفاع عن أنفسهم.
14 ساعة داخل سوريا
في العملية الأخيرة، دخلت القوات الإسرائيلية مسافة 38 كيلومتراً، أي على بعد 10 كيلومترات فقط من دمشق. مئات الجنود من الفرقة 210 شاركوا في المهمة الليلية. خلال الطريق، ضبطت القوات بالصدفة شاحنات سورية تحمل أسلحة كانت في طريقها إلى لبنان، يُرجح أنها متجهة إلى مهربين يعملون مع حزب الله في قرية شبعا.
القواعد المهجورة
عند وصولهم إلى القاعدتين العسكريتين، وجد الجنود كميات هائلة من الأسلحة: قذائف هاون، صواريخ كتف، مدافع، صواريخ مضادة للدروع، وحتى دبابات سوفيتية قديمة. جُمعت الأسلحة وتم تدمير ما تعذر نقله، ثم أعادوا نقل حوالي 3.5 طن من المواد المتفجرة والذخائر إلى إسرائيل.
البعد الاستراتيجي
من قرية “الرحلة” الدرزية، ظهرت للقوات الإسرائيلية إطلالة استراتيجية نادرة: من جهة طريق دمشق–بيروت الحيوي، ومن الجهة الأخرى سهل البقاع اللبناني الذي يُعد قاعدة خلفية لوجستية لحزب الله. هذه الرؤية عززت قناعة قادة الجيش بأن السيطرة على جبل الشيخ والمناطق المحيطة تمنح إسرائيل أفضلية استراتيجية لا تقدر بثمن.
تحضيرات لعمليات إضافية
الجيش يخطط الآن لمزيد من العمليات المماثلة داخل العمق السوري، بهدفين رئيسيين:
- منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله.
- إبقاء الوجود الإسرائيلي نشطاً بما يمنع الميليشيات من استغلال فراغ الجيش السوري.
القوات عادت من المهمة محمّلة بالأسلحة والوثائق الاستخباراتية، لكن الضباط أكدوا أن الخطر في العمليات المقبلة سيكون أكبر. بالنسبة لهم، هذه ليست مجرد غارة محدودة، بل جزء من إعادة رسم ميزان القوى في المنطقة.




